اختتام جلسات اليوم الثاني للملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة بأبوظبي

  • 2019-Dec-09

اختتم الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، الأحد، جلسات يومه الثاني والأخير بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

وأكد الدكتور محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن المجتمعات المسلمة تزخر بكفاءات علمية استطاعت أن تجمع بين الأصالة وتلحق بركب المعاصرة.

وأضاف، خلال كلمته باليوم الثاني من الملتقى، أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يسعى لتأسيس فقه خاص بالمجتمعات المسلمة وأن الأصل هو أن نفكر في إيجاد مرجعية سهلة لتحرير الولاء للبلدان والأوطان.

وأوضح أن التجديد في الخطاب الديني بالمجتمعات المسلمة يتطلب تجديداً ليس في استخراج الأحكام الفقهية بل في القواعد والأسس حيث نسعى لصنع أدوات شرعية متفق عليها من أجل مستقبل شباب الغد.

وفي الجلسة الرابعة للملتقى بعنوان" مقاربات جديدة للفقه الإسلامي والتعليم والأخلاق"، قال السيد ثابيلو أماد، مستشار تشريعي في بلدية جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، "يرينا الله أننا بشر قبل أن نكون أفراداً من قبائل.. والله خلقنا من نوعين، ومن أمم وشعوب وقبائل، ولدينا عرق ثالث وهو الفضاء السيبراني، وهوالنوع الرقمي".

وأضاف أنه يتوجب علينا أن ننظر إلى الفجوة بين العالم الثالث وبقية الدول، ليس فقط اقتصادياً وتكنولوجياً، ولكن من جانب الثورات الاجتماعية.

وأكد ثابيلو أماد أن مسلمي جنوب إفريقيا يواجهون عدداً من التحديات، منها الثورة الحاسوبية، مما يزيد من الفجوة العالمية، موضحا أن الثورة الصناعة الرابعة بمزاياها وعيوبها نوع جديد من التحدي الذي يزيد من التمييز بين عناصر المجتمع.

وأشار إلى أنه في الثورة الرابعة ستحل الروبوتات محل الكثير من الوظائف التي يمكن أداؤها يدوياً، وأنه أنه عندما نتحدث عن غياب أساسيات الحياة تصبح الحياة وممارسة شعائرك الدينية مكلفة

وقال الدكتور رستم نورغالييف، الأمين العام لمجلس العلماء بجمهورية تتارستان ونائب رئيس الجامعة الإسلامية في روسيا، إن العالم هارون بن بهاء الدين القاظاني، وعُرف بشهاب الدين المرجاني، تميز بكثرة حرصه واجتهاده، كما غيّر لغة الكتب من الفارسية إلى العربية، وكذلك غيّر المرجاني المناهج في روسيا، فكان لا يهتم بالعلوم الشرعية فقط، بل كذلك بالرياضيات والتاريخ والعلوم.

واضاف أن المرجاني كان رجلاً حراً، وتجلى ذلك في موقفه من الاجتهاد، فكانت رؤيته أن لا إنسان معصوم عن الخطأ، موضحاً أن المرجاني كتب في عدد من العلوم منها الطب والموسيقى والأدب وكان له عمل إصلاحي، كما دعا إلى الاجتهاد وعمق التفكر مع الاحتفاظ على القواعد الشرعية.

 وأكد الدكتور رستم نورغالييف أن إبداع المرجاني الفكري وأثره كان ولا يزال مستمراً ويتعدى موطنه بل وصل للعالم.

من جانبه قال الدكتور إمام إسلام الدين، محاضر في الشريعة الإسلامية، أكاديمية الإسلام، المملكة المتحدة، إنه يوجد في بريطانيا حوالي ٣ ملايين مسلم، وهم موجودون منذ ٥٠ أو ٦٠ عاماً، ومندمجون تماماً مع هويتهم البريطانية.

وأضاف أن صوتنا كأقلية في بريطانيا مسلمة مسموع وعالٍ، و"نحن نتبوأ مناصب متنوعة في الدولة، والإسلام من أسرع الديانات انتشاراً في بريطانيا".

وقال: "نحرص أن نكون جزءاً من الدولة البريطانية، ونسعى للوساطة وحل النزاعات في إطار القانون البريطاني، ونسعى لصياغة قانون الأسرة بين المسلمين البريطانيين، وعلينا ترتيب أمورنا لنتكيف والعيش في الدول التي نعيش فيها.

كذلك قال يوسف لنفست، مستشار إدارة أعمال، جامعة هارفارد، الولايات المتحدة الأمريكية، "أتطلع حتى هذه اللحظة إلى أن ننظر لمقاربة جديدة للشريعة والفقه، وأرغب بالنظر للتاريخ الذي قد يقدم لنا العديد من الحلول.

واشار إلى أن أدب الاختلاف هو أحد الآداب التي يجب علينا تنميتها في مجتمعاتنا، وهو ما مارسه علماؤنا في الماضي، وهو ما علمني إياه الشيخ عبد الله بن بيه.

وأضاف "أتذكر أن أدب الاختلاف ليس فقط من منظور فهمي مقابل الآخر وإنما حتى مع نفسي، وما علينا النظر إليه هو أن الاختلاف ليس سيئاً طالما ما زلنا نحافظ على أصول الشريعة.

كما قال البروفيسور جاكي ييرو ينج، زميل أول في ستار، مختبر نانوبيو والمدير التنفيذي لمعهد الهندسة الحيوية وتكنولوجيا النانو (2003-2018)، سنغافورة، إنه عندما تدخل تكنولوجيا النانو تسمح بعمل جزيئات صغيرة لتخطي فكرة هضم الدواء لدينا، إذ يمكن استغلالها لإمكانية تقديم الأنسولين من الفم.

وأضاف في الجلسة الخامسة للملتقى تحت عنوان" الابتكار وريادة الأعمال والعمل الخيري: بناء جيل جديد من القادة " أنه في عام ٢٠١٠ بدأت التجارب السريرية وكانت لدينا نتائج مثيرة للاهتمام، ويمثل الأنسولين ثلث المواد الدوائية اليوم.

وأشار إلى تطبيق آخر للنانو هو مرض السرطان، مؤكدا أنه علينا أن نختار المشاكل التي علينا حلها، والتي تشكل تحديا كبيراً لنا، موضحا أن علينا استخلاص مواد ومركبات حاملة للدواء للاستفادة من المواد الطبيعية التي خلقها وسخرها الله لنا، قائلاً: "نعمل على دواء من أجل سرطان المثانة والأمعاء والبنكرياس، والذي يكلف الكثير لكنه يقدم حلاً واعداً للمرض".

وأضاف" أن الأمر المهم علينا ألا نعمل فقط مع الشركات الكبيرة ولكن مع الشباب أيضاً، إذ نتعاون اليوم مع الشباب ومعلميهم ليتفاعلوا مع مختبرنا.

من جانبه أكد البروفيسور محمد هارون، رئيس تحرير مجلة أبحاث أفريقيا بجامعة ديوك، ورئيس تحرير مجلة سنوية لجامعة كيب تاون عن الإسلام في إفريقيا (ARIA)جنوب إفريقيا، أنه يجب تحديد طرق نكون فيها استباقيين بتقديم النصح والإرشاد للآخر، خاصة ممن تقدم بهم العمر.

وأضاف: "نحن نتحدث عن البيئة التي نعمل فيها لأننا نعيش في بيئة متعددة الثقافات والأديان واللغات، فجميعنا مع اختلافاتنا جزء من القرية العالمية"، موضحا أنه يجب علينا التركيز على بُعدين، هما ريادة الأعمال والأعمال الخيرية، فالسنّة وسيرة الرسول تحثنا على العطاء لا الأخذ فقط.

وقال محمد هارون: "الجار له حقوق كما لأبنائك عليك حقوق، فلا بد من الحفاظ على علاقاتنا مع الغير من أديان أخرى والبحث على قواسم مشتركة. وإن تحدثنا بشكل مثالي، نحن المسلمين، لدينا أنماط تصرف معينة وسلوكيات علينا إظهارها".

وأضاف: "فكرة العمل النفعي أو الخيري هو أن هناك شخصاً يعطي أو يقدم للآخرين النفع، ونعلم أنه أهم الأبعاد الخاصة للمسلمين، ونطلق عليها الصدقة، وتربينا على ذلك الأمر، وعلينا أن نظهر السلوك الإسلامي، لا أن نكون مسلمين فقط بالاسم بل أن نتصرف وفقا لذلك".

فيما قالت ليزا فوغل، مصممة أزياء ومصورة دولية مؤسسة مجموعة فيرونا، الولايات المتحدة الأمريكية: "نجاحي لم يكن سهلاً، فخلال فترة إطلاق علامتي التجارية كان عليّ التعامل مع عنف منزلي اضطرني للهرب منه والطلاق ورعاية طفلين".

وأشارت إلى أنها في عام ٢٠٠٩ حصلت على درجة في إدارة الأعمال وعملت في شيكاغو، لكن الدخل الجيد لم يكن كافياً كي تكون سعيدة.

وأضافت أنها بدأت تتعمق في معنى الحجاب، بعد عملها على فيلم وثائقي لمدة دقيقتين عن سبب ارتداء المسلمات الحجاب ولقائها مع كثير من المسلمات، حيث كانت تتعلم تحرير الفيديو وما بدأ كمسيرة مهنية غيّر مسار حياتها. 

وأضافت: "أطلقنا فيرونا كوليكشن عام 2018، وأطلقنا الكثير من العلامات التجارية للنساء المحجبات والتي غيرت الصورة العامة للمسلمات في أمريكا وغيرت النظرة للنساء المسلمات كمجبرات على ارتدائه وضعيفات".

وأكدت ليزا فوغل أنه ليس عليك دائما تأمين كافة الموارد لتنجح، بل يمكن استخدام الموارد المتاحة لتنجح، وعند الفشل بشيء جديد عليك عدم التوقف، بل المحاولة بشيء آخر، والمحاولة من جديد، وعليك الإيمان بهويتك بغض النظر عن المكان الذي جئت منه".

كذلك أكد الدكتور عبد الله هان قوانغيو، المؤسس المشارك والمدير العام لشركة سلسلة الحلال للتكنولوجيا، الصين، أن كل ما يتعلق بالبلوك تشين يدعم الثقة والعدالة ولا نرى ما يعارض مبادئ الاقتصاد الإسلامي، على عكس استخدام العملات الرقمية المشفرة.

وتساءل كيف يمكننا أن ندمج فعلا البلوك تشين مع الاقتصاد الاسلامي؟ من خلال ما يُسمى بالعقود التي تتسم بالشفافية، قائلا" لدينا ٧٠٠ بنك إسلامي، وليس لديها فرصة للتحدث بين بعضها البعض، والتنسيق عبر الحدود ليس مرغوباً بعد.

من جانبه أكد نواجابا محسن كادويو، مؤسس منظمة شباب الحلفاء المسلمين وممثل فريق تنسيق الحوار الوطني الأوغندي، أنه يجب علينا أن نفهم تحديات المسلمين في الحقبة الرقمية لنتعامل معها بطريقة نقدية ونتعامل معها ونوفر حلولاً إبداعية لحل المشاكل الاقتصادية، موضحا أنه لنضمن تفاعل شبابنا مع التكنولوجيا لا بد أن يكون الإبداع والابتكار محوري تركيزنا.

واضاف أنه لا توجد قواعد سبع ذهبية عندما نتحدث عن الحاجة والتحديات المتعلقة بالشباب، فكل سياق له تعامل مختلف، وأنه عندما نتحدث عن الحقبة الرسمية فنحن نتحدث عن مجتمعات مترابطة مجتمعية، حيث قمنا بتدريب شباب على عدد من مهارات القيادة والتواصل.

وقال كادويو: "تعزيز مهارات الحياة بين الشباب منهج لابد أن يتصدره الشباب.. اسمحوا للشباب بتولي القيادة في تلك الأمور، ولابد أن نتحلى بالشجاعة ونوفر مساحة إيجابية للتفاعل بين الأجيال، وهي مساحة رائعة، لا بد أن نناقشهم ونضيف لهم ما يوفر فائدة مستدامة لهم".

وأكد السيد وانغ قيفي، متخصص في الخط العربي، الصين، أن القلم يعتبر من أدوات الكتابة ونشر العلم وكتابة الحضارة، وأنه منذ دخول الإسلام إلى الصين يطور الصينيون المسلمون الذين يبلغ عددهم أكثر من ٢٠ مليون نسمة حضارة مميزة.

وأوضح في الجلسة السادسة للملتقى تحت عنوان: "القيادة الملهمة للمستقبل: قصص الناجحين"، أنه حصل على إجازة في السبعة خطوط، ولن يتوقف عن تعلمه للخط العربي، وأنه أصبح في الصين خطاطاً ومعلماً للخط العربي، ودعته عدة جامعات في العاصمة بكين لإلقاء محاضرات عن فن الخط العربي، مضيفاً أنه في إحدى مدن الصين المشهورة بصناعة الخزف قدم مساعدة في إدخال الفن الإسلامي والخط العربي في تلك الأدوات الخزفية، مما يساعد في انتشاره، مؤكدا أنه يتطلع في المستقبل لتقديم الخط العربي المتمازج مع الثقافة الصينية حول العالم.

في حين قالت السيدة نادية سعيد، الفائزة بجائزة متعددة الثقافات، أستراليا، إنها التحقت بالجامعة الإسلامية في إسبرن، وتعلمت عن الإسلام وتتلمذت على يد عدد من الأئمة، وكانت دائما شغوفة لتكون صوت التغيير للشباب، فشاركت بعدد من المبادرات الشبابية.

وأوضحت أنها التحقت بالجامعة وعملت في المنظمة الأسترالية للإغاثة الإنسانية، وأصبحت اليوم أحد أعضاء المجلس الإسلامي في كوينزلاند، المعنية بأمور المسلمين.

وأضافت: "نحن لا نرغب بمنصتنا المستقلة كشباب، بل التعاون مع أكبر المؤثرين في مجتمعنا ونعلم أننا لن نتمكن من التغيير دون حكمة الكبار، ولن نستطيع الوصول للشباب إذا لم نحدثهم بلغتهم، وأعلم من طبيعة عملي أن كثيراً من الشباب يستمعون بشكل أفضل لشباب من عمرهم.

كذلك أكدت السيدة هنا إبراهيم، عضو مجلس أمناء ميد جلوبال، الولايات المتحدة الأمريكية، أن المبادئ الرئيسة للإسلام تتمحور حول خدمة الآخرين، وأنها لم تستغرق الكثير من الوقت لإيجاد الآيات والأحاديث التي تحث على مساعدة الغير، مشيرة إلى أن خدمة الآخرين في الإسلام ليست مسؤولية ولكنها التزام، وأن حياتنا في خدمة الآخرين لا تشترط أن تكون عبر السفر لمخيمات اللاجئين.

من جانبها أوضحت المهندسة إسراء دوجاني، خبيرة في تقنيات المياه والبيئة،ألمانيا، أن "نور إينيرجي" هي أول مؤسسة إسلامية يستخدمها الطلاب وتهدف لربط المجتمع المسلم مع المصادر النظيفة للطاقة والمجتمع الألماني، مضيفة" نحن فريق متعدد الجنسيات والثقافات وتخصصاتنا مختلفة تتنوع من علوم وصحافيين ومهندسين ومدرسين.

وأشارت إلى أن مصنع الطاقة الشمسية للمسجد قريب من مدينة فرانكفورت، وأن ألواح الطاقة الشمسية على المسجد تعكس ثورة إيجابية للمجتمع المسلم.. قائلة " لدينا حقائب إفطار للمسلمين صديقة للبيئة ونحن لا نعمل في ألمانيا فقط، بل لأجل الدول النامية كذلك، ونعمل على توفير المياه في عدد من الدول التي تعاني من شح المياه العذبة، مؤكدة أنه إذا أردنا تغيير أي شيء في المجتمع الإسلامي، علينا البدء من المساجد، ويجب على الأئمة والشيوخ الإلمام بما يدور في مجتمعاتهم.

وكانت أعمال الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، الذي نظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بعنوان "إعداد قادة الغد.. الالتزام والنزاهة والابتكار"، انطلقت، أمس السبت، واختتمت اليوم الأحد في أبوظبي.

ويُعد الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، منصة تجمع قادة المجتمع والعلماء والناشطين والفنانين ورواد الأعمال والمبتكرين لطرح استراتيجيات ومناهج وبرامج جديدة وبحثها ووضع تصور لتنمية مهارات القيادة بين الشباب المسلم في العالم..

ويُعتبر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل إدماج المجتمعات المسلمة في دولها بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا